عرف الرسول صلى الله عليه و سلم في مكة بالصادق الأمين و عرف بالصلاح فكان صالحا ذو هيبة وجلال ووقار فأحبوه ولكن حينما جاء بالوحي و بالقرآن و الاسلام دينا وبات مصلحا ة دعا للتغيير الذي عاشوا عليه فصدوه .. ولم لا و هو يقضي على لعبة العبيد و الأسياد و يِؤكد على يوم للقيامة و العدالة والحساب على كل ما اقترفوه ويمنع الربا و أكل أموال الناس بالباطل و يعنف الكذب و قول الزور و يقنن المواريث و ينادي بالعفاف و العفة و ينهي عن الفواحش و يقضي على عبادة الأوثان لما فيها من فلسفات فارغة و على تماثيل يتعلقون بها لا تضر و لا تنفع ولكن تغيب العقل و تمنح هوى النفس يفعل ما يحلو له بفلسفة انها تقربهم الى الله
فكان الصد عنه في مكة عنيف و في غاية الشراسة
و قالوا كذاب ..
أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ ﴿ ٢٥﴾
سَيَعْلَمُونَ غَدًا مَنِ الْكَذَّابُ الْأَشِرُ ﴿٢٦﴾
فقالوا عنه ساحر
وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌكَذَّابٌ ﴿٤﴾
وقالوا شاعر
وقالوا حديث افتراه
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ﴿٥ الأنبياء﴾
أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ﴿٣٠ الطور﴾
وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ﴿٤١ الحاقة﴾
قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ ﴿4 الفرقان﴾
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ﴿38 يونس﴾
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ﴿13 هود﴾
وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ﴿73 الإسراء﴾
بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ ﴿5 الأنبياء﴾
وقالوا مجنون
ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ ﴿١٤ الدخان﴾
فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ ﴿٢٩ الطور
يَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَجْنُونٍ ﴿٣٦ الصافات﴾
فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ ﴿٣٩ الذاريات
وقالوا أساطير الأولين يمليها عليه أحدهم
إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾المؤمنون 83
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ ۖ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُوَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا ۚ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا ۚ حَتَّى إِذَاجَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُالْأَوَّلِينَ ﴿٢٥﴾
وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِييُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ﴿١٠٣﴾
وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا ۙإِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ﴿٣١﴾
بل و استهزءوا به في مكة و الطايف والقوه بالحجارة أحيانا
كل هذه الأباطيل و الدعاوى فندها القرآن و ذكرها تفصيلا بل ورد عليها حتى المستهزئين قال تعالى
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴿٩٥﴾
فحاروا في أمره فقالوا
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴿٣١﴾
و الدعوة مستمرة لم يفلح معهم تعذيب المعتقلات و لا تعذيب أسر المؤمنين و لا هدم بيوتهم و لا مقاطعاتهم في البيع و الشراء و الزواج ولا اطلاق الشائعات كل أساليب الصد لم تفلح فعزموا على قتله و انتشر الخبر ..نعم كما حدث مع العديد من الأنبياء ..تماما كما حدث مع ابراهيم و موسى و عيسى عليهم السلام ..وكان انقاذ الانبياء الأوائل حتما بمعجزة الهية .فالخبر معلوم و العدة جاهزة فكانت النار بردا و سلاما على ابراهيم و انشق البحر لموسى و رفع المسيح للسماء و لكن ماذا سيحدث مع الرسول لقد جمعوا الرجال أي معجزة سيأتي بها الله الدعوة لم تكتمل و القرآن له بقية ..فجأة ظهر نفر رجال من المدينة الذين آمنوا بدون أن يروه ولكن وصلتهم كلمات القرآن و كان ذلك في أشهر الحج و كان الناس يأتون للحج على ملة ابراهيم بعد ما تشوهت المناسك و العقائد فكانت صفيرا و مكاءا و منهم من يطوف عرايا و الأوثان و الصور تملأ الكعبة ..جاء وفد من المدينة من قبيلتي الأوس و الخزرج الذين تصالحا وكادت المدينة ان تنصب عبد الله بن السلول ملكا عليها و صنعوا له التاج بالفعل و كانت الزراعة مزدهرة بالمدينة على أيدي القبائل اليمنية الذين هجروا اليمن منذ انهيار سد مأرب و نقلوا فنون الزراعة للمدينة لأرضها الخصبة و ما فيها من أمطار و كانت أيضا صناعة الحلي و الدروع و السيوف و الحلل منتشرة هناك و تعاهدت كافة القبائل بالمدينة أن تسكن مع بعض بسلام و اتفاقية دفاع مشترك ان ينصروا بعضهم البعض لأي من يهاجم المدينة .... ولكن قف .. ان المولات الكبرى و الاسواق قينقاع و قريظة و النضير أي اقتصاد المدينة في أيدي اليهود و كافة المعاملات الربوية أو البنكية من اقراض و تسليف و دين و ائتمان في أيدي اليهود ..أي ان رجال الاقتصاد كافتهم من اليهود و هم المتحكمين فيها و اليهود موحدون بالله و مؤمنين بموسى عليه السلام ولكن ستتعارض مصالحهم مع الاسلام وماذا عن لعبة السادة و العبيد و من يعمل و يعيش على الفتات و من يقبض دون عمل وماذا عن الربا ..كيف ستتيدل هذه القوانين وكانت الأوس و الخزرج في حروب طاحنة يشعلها بينهم اليهود و يبيعوا السلاج للطرفين اذن قدوم النبي يمثل خطرا عليهم في لم الشمل و التجارة و المفاهيم و الأعراف ولكن لا يمكن الصد عن الرسول مرة أخرى فلم تفلح قريش بكل الأساليب المتبعة و هاهو الرسول قادم الى المدينة ..فيجب ان يكون هاك سبيل آخر للقضاء على الدعوة فظهر النفاق
No Comments