مع ما يقدر بواحد من كل 5 أمريكيين يعانون من اضطراب الصحة العقلية في سنة معينة ، فان الفرص هي أننا جميعا نعرف شخصا مريضا به، و عندما يصيب مرض كهذا شخصا قريبا منا، فقد يكون من الصعب النظر الي هذه المشكلة علي نطاق عالمي، و لكن ماذا لو كان بامكانك الحصول علي نظرة شاملة حول كيفية رؤية المرض النفسي حول العالم بأكمله؟
لقد قام فريق من الأطباء النفسيين بانشاء أفلام وثائقية تتناول هذا الموضوع.
لذلك دعونا نتعمق من البداية لمعرفة المزيد عن الأفلام الوثائقية بخصوص هذا الموضوع: ما الذي قاد الأطباء النفسيين الي الرغبة في استكشاف هذا الأمر علي نطاق عالمي؟ و ما الذي يطمحون الي تحقيقه؟
لقد أمضي هؤلاء الأطباء الكثير من السنوات القليلة الماضية في مسيرتهم المهنية و التي استمرت 40 عامًا تقريبًا في مجال الصحة النفسية يبحثون بعمق في ماهية المرض النفسي حقا، و أفضل الطرق لمعالجة المرض النفسي، المعاناة، البؤس، عدم الارتياح و ما شابه ذلك.
و قد تساءل أحدهم عما نعرفه حقا عن المرض النفسي و الرسالة التي نستخدمها الان في معالجته بالنظر الي العديد من الطرق المختلفة المستخدمة حاليا في بلادنا، و قد تساءل أيضا عما اذا كان هذا هو أفضل علاج نستخدمه او اذا كان هناك شيء يمكن أن نتعلمه من الطريقة التي تستخمها الثقافات الأخري لمعالجة حالات مماثلة. هذا الفضول و كذلك اهتمامه العميق بالسفر و الاستكشاف أدي بشكل طبيعي الي انشاء مشروع الجنون العالمي.
فبناءا علي بحثه و مناقشاته حتي هذه اللحظة، تري ما الذي كان مستعدا لاكتشافه خلال رحلته العالمية القادمة؟ و ما هي بعض الأماكن التي يخطط لتزورها؟ و ما الذي يمكن أن نتوقع مشاهدته في هذه الأفلام الوثائقية؟
يقول بأنه في ممارسته المهنية في هذه المرحلة، يقوم بالتركيز علي تغيير سرد حكاية المرض العقلي من الجذور، و قد أحدث تأثيرا كبيرا علي مرضاه عن طريق النظر في تشخيصاتهم و مراجعة ما اذا كان العلاج بصدد حدوث تحول عميق في توجهه، علي سبيل المثال، كان يقوم باستخدام الابداع كخطة علاج بنجاح كبير من أجل تخفيف الألم العاطفي، و بشكل عام كان مرضاه يستجيبون بشكل جيد للبروتوكولات و الاستفسارات الجديدة، و قد كان هذا مجزيا حقا له من الناحية الشخصية و المهنية.
لذا فقد صرح بأنه هو و فريق من الأطباء النفسيين يسافرون الان حول العالم ليروا كيف يتم التعامل مع المرض النفسي في الأماكن مختلفة الثقافات من الكوكب. بعض الأماكن التي يخططون للذهاب اليها تشمل اسرائيل، نيجيريا، هولندا، فنلندا، الصين، و حتي بقعة في ولاية فيرمونت، و هذه هي الأماكن التي حدثت فيها نتائج مذهلة حقا عن طريق استخدام وسائل بديلة في علاج الضائقة النفسية، من المؤكد أن ما ينظر اليه علي أنه مرض في سياق ما، يعتبر موهبة في سياق اخر، و طرق التحدث عن الأعراض ، من الحزن الي القلق، من الارتباك الي تغير حالات الواقع، قد تختلف كثيرا بين الثقافات المختلفة، و سيكون من المثير للاهتمام للغاية استكشاف هذه الاختلافات و أوجه التشابه مع فريق من منشئين الأفلام الوثائقية، و طرح أسئلة صعبة و سماع أجوبة مدهشة، حيث يستكشفون كل ما يقومون به في الأماكن التي يزورونها.
اذن كيف يمكن أن يؤثر هذا المشروع علي الأشخاص الذين يتأثرون اما بالمرض النفسي مباشرة أو الأطباء الذين يقومون بعلاج هذه الحالات بصفة منتظمة؟
هذا المشروع قد يخلق شعورا من الأمل بين أولئك الذين قد تم تشخيصهم حاليا بأمراض عقلية و يتلقون نوعا من العلاج الذي قد أو قد لايكون الأمثل لهم، أفكار جديدة حول كيفية علاج و تبني الأعراض التي قد تكون أدت الي الشعور بالمرض أو أقل من ذلك أو الي كون الشخص مريضا أو مصابا قد تكتشف نتيجة لذلك. قد يجد الأطباء و القائمون بالرعاية طرقا جديدة غير متخيلة لرؤية مرضاهم أوأحبائهم، و يكونون قادرين علي التعاطف مع تلك التجربة أو مع تجربتهم. ربما قد يجدون أن هناك خيط رفيع بين تجربتهم الخاصة في الحياة و الواقع و بين تجربة المرضي الذين يعاملونهم علي أنهم غير طبيعيين. بمعني أن الفرق بين الطبيعي و غير الطبيعي قد يكون في الواقع أقل مما نعتقد عادة، و هذا وحده يمكن أن يؤدي الي اختراقات ملحوظة في كيفية تعاملنا مع بعضنا البعض.
لذا فمن خلال الأفلام الوثائقية التي تتناول كيفية رؤية المرض النفسي حول العالم، ربما سنجد أن الفرق بين كون الشخص مريضا عقليا و سليما عقليا ليس سريا جدا و واضحا، ربما نحن جميعا أقرب الي بعضنا البعض مما نتخيل، و ربما العلاجات المتاحة التي نستخدمها الان قد لا تكون الأفضل و الأكثر فعالية، فبالتأكيد الأدوية تجلب شعورا جيدا لكثير من الناس، و لكن من الواضح أن لديهم مشاكلا و عيوب كبيرة جدا، ربما التشخيصات و الأدوية التي كنا نستخدمها في العقود القليلة الماضية هنا في الولايات المتحدة لا تؤدي الي أفضل النتائج الممكنة، لذلك فمن خلال النظر حقا الي كيفية التعامل مع هذه الأعراض المزعومة في مناطق مختلفة من العالم، و رؤية بعض النتائج الغير عادية و الغير متوقعة، ربما سيكون الأطباء قادرين علي الاستفادة من ذلك و ايجاد العلاجات و مسارات الشفاء التي يمكن استخدامها الان لتحويل عميق للمسار الهابط الذي يجد بعض من أكثر المرضي لديهم ذوو الحظ المؤسف أنفسهم عليه حاليا. و هذا بحد ذاته سوف يكون رائعا.
يصرح الطبيب أنه في تجربته و في ممارسته المهنية يبدو أن هناك عاملان اللذان هما في الواقع شرطان أساسيان لحدوث الشفاء، هذا صحيح في أكثر من عالم الصحة العقلية و قد يشمل جميع مجالات الطب و المرض، و ما يقترحه الطبيب هنا هو أن التواصل في شكل اتصال مع بعضنا البعض من خلال التعبير عن الذات و الاستماع بعمق هو عنصر أساسي للشفاء، و بدونه لا يكون الشفاء ممكنا، و يقترح أيضا أن تشجيع الابداع من خلال الفنون و الموسيقي و الرقص و غير ذلك، و كذلك الكتابة و حتي التنظيف و الرعاية بالحدائق مفيد جدا لخلق مساحة للشفاء من أجل الحالات بجميع أنواعها.
و أخيرا، و عندما يفشل كل شيء اخر، فهو يقترح مساعدة أي شخص علي فعل أي شيء، فقد وجد أنه من خلال الخدمة و المساعدة، علي الأقل خلال وقت القيام بذلك، تبدو الأوجاع و الالام التي نواجهها جسديا و عاطفيا أنها تختفي بالفعل، انه اكتشاف رائع و يبدو أنه نوع من الأمل الذي يمكن استخدامه عندما يبدو و كأن لا شيء اخر سوف يساعد. و هو يتوقع أن هذه في الواقع ظاهرة عالمية. و ينوي البحث عنها و هو يسافر حول العالم من أجل مشروع الجنون العالمي.
No Comments