مشهد غايه في الضراوة للمخرج المبدع ريدلي سكوت في فيلم مملكة الجنة كيف قتل رينولد دو شوتيان رسول صلاح الدين و فصل رأسه ردا على طلب صلاح الدين جثمان أخته و رءووس من قتلوها و تسليم القدس بعد مهاجمة قافلة الحجاح و قتل أخت صلاح الدين .. وهذا ما حدث بالفعل و الذي لم يتعرض له فيلم يوسف شاهين والذي أشار فقط لمهاجمة قافلة الحجاح ..كما انه حينما عرض المياه عليه بعد انتصار موقعة حطين الساحق و فصل رأس مساعده و أمر أخيه الملك العادل بقطع رأسه فعلا لم يبارزه كما ادعى يوسف شاهين و لم تكن المبارزة مكتوبة في سيناريو السباعي و عبد الرحمن الشرقاوي و لكن يوسف شاهين أصر عليها في فانتازيا خاصة له ..نقل ريدلي سكوت وقائع تاريخية دقيقة ولكنه فبرك شخصية الفارس الحداد (اورلاندو بلووم) والذي ربما كان أمير الكرك قبل 200 سنة من صلاح الدين ولكن سكوت قال انا صانع أفلام و لست مؤرخ أدبي و العمل الدرامي يلزم معركة متكافئة تحبس الانفاس و تذبذب الموازين في النهاية و تخرج المشاهد حائرا من المنتصر و المهزوم و تاريخ صلاح الدين يوحى بانتصارات ساحقة حتى مشهد الأبراج فهي لم تكن مع صلاح الدين و لا مع ريتشارد كما ادعى يوسف شاهين و اول من وقف أمامها كان نجم الدين الأيوبي في معركة المنصورة و حملة لويس التاسع ..اختصر سكوت قرابة الاربعين دقيقة من مشاهد المعارك في الفيلم لأنه سيكون مبهرا لانتصارات عربية خصوصا ان عرض الفيلم كان بعد 11 سبتمبر أما عن شخصية عيسى العوام فقد كان مسلما ولم يكن نصرانيا و بالفعل تزوج من فارسة صليبية دخلت الاسلام لانها لم تكن تستطيع الحياة خارج القدس و تعرض الفيلم لانتقادات أكاديمية كثيرة و تفوقت ليلى فوزي في دور فيرجينيا و التي هي سيبيليا حقيقة ولكن اختاروا أسماء سهلة للمشاهد العربي ورأى البعض ان بلووم كان ضعيفا في دور الفارس الحداد برغم حصولة على جائزتين...

والاسلام انطلق من نقطة مكة و من حول المسجد الحرام و كعبة نبي الله ابراهيم و اسماعيل

ومن أرض صحراء شاسعة قاحلة ووادي بغير ذي زرع فقط كعبة ابراهيم و بئر زمزم

لا مدرسة و لا مصنع و لا علوم و لا فنون غير الشعراء و تجارة الشتاء و الصيف

وديانة حرفت ملة ابراهيم لله حنيفا و اتخذت من تماثيل اللات و العزة و مناة آلهة تقربهم الى الله ..
ديانة في غاية السذاجة بلا فلسفة و لا منطق

في الوقت الذي كانت فيه أوروبا او بالاصح المستبدين و المحاربين الروم يستولون على كل شئ وينتهكون حرمات كل شئ باجرام و بطش بلا رحمة و لا هوادة و كل هذا باسم الصليب والمسيح..
وفي هذه الأجواء التي تعصف بالبشرية كان عبدة النار أو الامبراطورية الفارسية تبطش. بالعراق و الشام وتغير على القدس
ولكن في هذه الأرض الصحراوية الفقيرة الشبه معدمة المستبيحة للفواحش و الاوثان و اكل الربا بالباطل ولد محمد بن عبد الله نور الله في الأرض

و هبط عليه الوحي و الامر بالبلاغ و الدعوة في سنة ٦٠٠ ميلادية ،في الوقت الذي رسخ فيه هرقل عظيم الروم للعقيدة الايريسية والتثليث و ألوهية و بنوة السيد المسيح ، نسبة لايريوس القس الذي فلسف المسيحية و مزجها بالوثنية الأوروبية القديمة و أصبحت عبادة تماثيل المسيح و الصليب و مريم العذراء بل و تماثيل المزعوم انهم قديسين

و في سنة الهجرة الى المدينة ومع شدة اضطهاد المسلمين ..
غلبت الروم (حاليا أوروبا و أمريكا= الكاثوليكية البروتستانية العلمانية الملحدة) و رئيسها هرقل الفارس و المحارب و الفيلسوف الذي حرق أكثر من 100 انجيل وأبقى على اربعة منهم 
من الفرس (حاليا ايران وتابعتها روسيا الشيعية الارثودوكسية العلمانية الشيوعية الملحدة ) والتي كانت تحكم من قبل كسرى الثاني و تدين بديانة الزراداشية و التي تؤله كسرى ذاته - 
غلبت الروم في أدنى الأرض وبعد غلبهم غلبوا مرة أخرى كما أخبرت آيات سورة الروم..
ومع صلح الحديبية يرسل رسول الله  صلى الله عليه و سلم رسالة الى هرقل الفيلسوف الفارس و المحارب المنتصر ليدعوه للاسلام و الا إنه يحمل اثم و ذنب الايريسين 
ثم لتفتح القدس موحدة باسم الله في زمن عمر بن الخطاب و الذي يرسل لبلال والذي كان قد قاطع الاذان بعد وفاة رسول الله لانه كان يجهش بالبكاء عندالشهاده ويؤذن بلال بن رباح و يبكي المسلمون و ظنوا ان الرسول صلى الله عليه و سلم قد عاد. 
ثم يعود أهل الكتاب النصارى ليتجمعوا في النقطة ذاتها وقت هوان المسلمين و تفرقهم ويحاربوا الاسلام  و يخرجهم صلاح الدين الأيوبي ويحرس المسلمون كل الديانات حتى ان مفاتيح كنيسة القيامة مع عائلة مسلمة منذ زمن عمر الى يومنا هذا حتى لا تتصارع الطوائف المسيحية وتبقى الخلافة الاسلامية حافظة على القدس 
ولكن تنهار الخلافة الاسلامية العثمانية منذ مائة عام فقط. 
وتوهن قبضة المسلمين ليزرع النصارى نسيج يهودي عنصري كاذب يسعى للفساد في شتى أنحاء الارض.
و يتجمع اهل الكتاب هودا و نصارى في النقطة ذاتها و يحاربوا الاسلام بكل صور الحرب المسلحة و غير المسلحة

ثم سيكون انتشار وانتصار الاسلام القادم يقينا و يتوجه لأهل الكتاب خاصة بعد ما تحولت الكنائس لمتاحف و مسارح و أندية لقاءات و تجمعات و ضاعت المسيحية ، ربما يسكنون بيوتا جميلة و يمشون في شوارع نظيفة و لكن كلا منهم ترس في آله لا يعرف لماذا يعيش ربما لانه ضمن الجنة بألوهية المسيح كما افهموه اذا كانت هناك جنة المهم تو ميك مونى To make good money.

ومن القدس ومن هذه الأرض المباركة ستكون عودة وانطلاقة الاسلام و التي ستشهد حربا ضارية قادمة حتمية لتصحيح مفاهيم ضللت شعوب الأرض قرونا طويلة وأماتت الكثير منهم على باطل و عاشت شعوبا على باطل و لا تزال ترصد المليارات و تدشن الفضائيات لتبقي الناس في ضلال.. وتستمر عبوديتهم بلا هواده..و غدا لناظره قريب